سورة الإنسان - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإنسان)


        


{هل أتى على الإنسان} قد أتى على آدم {حين من الدَّهر} أربعون سنةً {لم يكن شيئاً مذكوراً} لأنَّه كان جسداً مُصوَّراً من طينٍ، لا يُذكر ولا يُعرف، ويجوز أن يريد جميع النَّاس، لأنَّ كلَّ أحدٍ يكون عدماً إلى أَنْ يصير شيئاً مذكوراً.
{إنا خلقنا الإِنسان} يعني: ابن آدم {من نطفة أمشاج} أخلاطٍ، يعني: ماء الرَّجل وماء المرأة واختلاف ألوانهما {نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً} أَيْ: خلقناه كذلك لنختبره بالتَّكليف والأمر والنَّهي.
{إنَّا هديناه السبيل} بيَّنا له الطَّريق {إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً} إنْ شكر أو كفر، يعني: أعذرنا إليه في بيان الطَّريق ببعث الرَّسول آمن أو كفر.


{إنَّ الأبرار} المُطيعين لربِّهم. {يشربون من كأس} إناءٍ فيه شرابٌ {كان مزاجها كافوراً} يُمزج لهم بالكافور.
{عيناً} من عينٍ {يشرب بها} بتلك العين {عباد الله يفجرونها تفجيراً} يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم.
{يوفون بالنذر} إذا نذروا في طاعة الله وفوا به {ويخافون يوماً كان شرُّه مستطيراً} منتشراً فاشياً.
{ويطعمون الطعام على حبّه} على قلَّته وحبِّهم إيَّاه {مسكيناً} فقيراً {ويتيماً} لا أب له {وأسيراً} أي: المملوك والمحبوس في حقٍّ من المسلمين، ويقولون لهم: {إنما نطعمكم لوجه الله} لطلب ثواب الله {لا نريد منكم} بما نُطعمكم {جزاءً} مكافأةً منكم {لا شكوراً} شكراً.
{إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً} كريه المنظر لشدَّته {قمطريراً} صعباً شديداً طويل الشَّر.
{فوقاهم الله شرَّ ذلك اليوم} الذي يخافون {ولقَّاهم نضرة} ضياءً في وجوههم {وسروراً} في قلوبهم.
{وجزاهم بما صبروا} على طاعة الله وعن معصيته {جنة وحريراً}.
{متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً} حرَّاً ولا برداً، صيفاً ولا شتاءً.


{ودانية عليهم ظلالُها} أَيْ: قريبةً منهم ظلال أشجارها {وذللت قطوفها تذليلاً} أُدنيت منهم ثمارها، فهم ينالونها قعوداً كانوا أو قياماً.
{ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا} أَيْ: لها بياض الفضَّة وصفاء القوارير وهو قوله: {قوارير من فضة قدروها تقديراً} أي: جُعلت الأكواب على قدر رِيِّهِمْ، وهو ألذُّ الشَّراب.
{ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً} والزَّنجبيل: شيءٌ تستلذُّه العرب، فوعدهم الله ذلك في الجنَّة.
{عيناً} من عينٍ {فيها} في الجنَّة {تسمى} تلك العين {سلسبيلاً}
{ويطوف عليهم ولدان} أي: غلمانٌ {مخلَّدون} لا يشيبون {إذا رأيتهم حسبتهم} في بياضهم وصفاء ألوانهم {لؤلؤاً منثوراً}.
{وإذا رأيت ثمَّ} إذا رميت ببصرك في الجنَّة {رأيت نعيماً وملكاً كبيراً} وهو أنَّ أدناهم منزلاً ينظر في ملكه في مسيرة ألف عامٍ.
{عاليهم} فوقهم {ثياب سندس} أي: الحرير. وقوله: {شراباً طهوراً} طاهراً من الأقذاء والأقذار، ليس بنجس كخمر الدُّنيا.

1 | 2